اعتاد نقاد ودارسو الشعر العربي على التأريخ لبداية الحداثة الشعرية العربية بالسياب ونازك الملائكة. لكن ضيف "مشارف" لهذا الأسبوع (مساء 11 تشرين الثاني-نوفمبر من سنة 2015) ذهب أبعد قليلا في حفرياته ليقترح علينا بداية مجهولة وروّادا مغمورين ومصطلحات جديدة. هكذا فاجأ الباحثين بتسمية غير مألوفة نقديًا وهي تسمية "الشعر العصري"، التي عثر عليها أثناء بحثه في مرحلة مُغيّبة من تاريخ الشعر العربي يعتبرها أولى مراحل التجديد الشعري، وهي المرحلة التي تبدأ في ستينيات القرن التاسع عشر مع شاعر غير معروف اسمه خليل الخوري.

من جهة أخرى، لماذا يتحسر البعض على وضع الشعر اليوم ويتباكون على انحسار جماهيريته؟ متى كان الشعر فن الجماهير في ماضينا الثقافي؟ ألم يكن جمهور الشعر في الزمن العربي القديم محصورًا داخل البلاطات وحلقات الأدب المحدودة؟ إذن كيف نسجنا هذا التصوّر الرومانسي حول الشعر العربي باعتباره ديوان العرب والمُعبِّر الأسمى عن وجدان الأمة؟

أيضًا، لماذا يبالغ الشعراء في الحديث عن الإلهام والكشف والرؤيا، والحال أن الكتابة الشعرية بالنسبة لضيف مشارف ليست إلهامًا ولا انبثاقًا من صميم الذات وإنما هي إبداع متولّد عن أشتات الغير ومزيجٌ من هذا وذاك؟

وأخيرًا، متى كان الشعر أداة نفوذ؟ أليس حريًّا بشعراء هذا الزمن أن ينسوا أسطورة الشاعر الفحل ويتواضعوا قليلا؟ وإلا، لماذا ما زال البعض يعتبر الأنا المتضخمة جزءا لا يتجزّأ من قيمة الشاعر؟

عن الشعر العصري والقصيدة بالنثر، عن الفرق بين التناص والتملُّك والانتحال، عن كيان النص وجماهيرية الشعر، وأيضًا عن أوهام الشعراء تدور حلقة "مشارف" لهذا الأربعاء مع الأكاديمي والشاعر اللبناني شربل داغر.

موعدكم مع هذه الحلقة من "مشارف" مساء الأربعاء 11 تشرين الثاني-نوفمبر 2015 على الساعة العاشرة ليلا على شاشة الأولى (المغرب).