أحط في عَمان، يستقبلني في المطار حوار للشاعر نضال القاسم مع المبدع الاردني محمد العامري، في "القدس العربي"، ويتناول فيه مغامرته الواسعة والمتنوعة بين الشعر والتصوير.
العامري يعمل بأصابعه كلها، هو الذي أطلق على أحد كتبه عنوان: "التفكير باليدين"، إذ يصور، ويكتب الشعر، والسيرة، فضلا عن النقد التشكيلي والشعري.
أقتطف من الحوار جوابه عن تجربته مع شعري، الذي خصص له معرضا بكامله: "الغبطة في الكلام، المتعة في التصوير".
■ لك أعمال مستوحاة من شعر شربل داغر. ماذا عن هذه الحالة؟
□ أثارني شربل داغر بشعرية تمتلك وعورة لذيذة، وعورة المعرفة العمودية. فشعره أقرب إلى التصوف الجديد. تصوف يخصه هو. فهو متأمل كاهن لا يقف عند مفتاح الباب، بل ينظر من رائحة الخشب ليرى من مرّوا عليه. يقبض على رائحة الاشياء ككاهن يرش الماء المرشوم بالحروف لينعش شجرة اللغة. فكانت تلك القصائد تقدم لي حفريات من الصور التي أثارت لديّ الرسم والمحو والتطريس والإضافة، في محاولة مني للوصول إلى مناخات روحه العالية التي تسيل من النص. ففي كتابه «ترانزيت»، على سبيل المثال، يقدم داغر مغامرة جديدة. كعادته يختبر الأشياء. فحين قرأت «ترانزيت» وجدتني قد سافرت إلى عوالم مركبة. فهناك الشعرية العالية في مقاطع الكتاب ومفاصله، وهناك ديالوغ «حواريات» بين الذات والعالم، إضافة إلى "بيرفورمانس" قوي في جسد اللغة. كتاب يحتاج إلى مجموعة من الاختبارات التي ترحل إليها الفنون لتأوي إليه، كما لو أنه يصنع إلياذته الخاصة. نجد اللون «سينوغرافيا» كذلك الحركة والتساؤلات العديدة بين الذات والمتكلم، وبناء أمكنة مليئة بالخسارات والانتظارات. وأعتقد أن ذلك ليس غريبا على داغر فهو مطلع على مغامرات الغرب، في ما يخص تثاقفات الفنون في ما بينها. إن التعامل مع هذا الكائن الثقافي «شربل» يحتاج إلى خيال مركب، متجاوز الاعتياد. فكتاب «ترانزيت» دراما شعرية أيضا يقدم جرعة مركبة ومعقدة أحيانا فمن أراد أن يتعامل مع هذا النص يحتاج إلى جهد إضافي كي يصل إلى أرومة النص"
لقراءة المقال إضغط هنا