تحيةُ الحياة لمن يُحب الحياة،
لمن يُكرَه على الموت رغبة في الحياة.
تحيةٌ لمن يَطلب أن يكون له بيتٌ مثل غيره، وقارورةُ غاز، ونافذةٌ تفضي على أفق الموج.
تحيةٌ لمن يَعمل من أجل أن يكون له عمرٌ أطول، لكي يطيل التحديق في سَفَر الفراشة حول قناديل الضو؛
وأن يكون له نهرُه، وواديه، وأشجارُه السامقة، لكي يتفرغ لمصاحبة الغيوم إلى سهل بني عامر.
تحيةٌ لمن صبروا ولن يقنطوا، ما دام التراب، الذي بين أيديهم، يَشعّ في عيونهم بوصفه ما لهم أن يَبنوه، لا ما يعودون إليه.
العمر قصير، لكن انبناء التراب في وطنٍ مديدٌ، والتاريخَ عديدُ الصفحات.
تحيةٌ لمن غابوا، من دون أن يرحلوا.
لمن مَضوا في الشدَّة، من دون أن تنطفئ نوّارة القلب.
تحيةٌ للحياة التي لا نتوانى عن مناداتها بأعلى صوت في القصيدة.
(في استهلال الأمسية الشعرية، في 4-7-2024 ، في "مكتبة خطوط وظلال"، في عَمان، احتفاء بكتابي الشعري السابع عشر : "يغتسل النثر في نهره").